الدمج الاجتماعي وآثاره على ذوي الاحتياجات الخاصة

يُعرّف الدمج الاجتماعي بأنه عملية متكاملة من الأنشطة المختلفة المرتبطة بحياة المعاق من خلال المشاركة مع الأسوياء تحقيقا للقبول الاجتماعي والإحساس بالقدرات المتبقية وتنميتها من أجل حياة أفضل .

أو هو أن يعيش المعاق عيشة آمنة في كل مكان يتواجـد فيـه، وأن يشعر بوجوده وقيمته كعضو في أسرته، وعدم شعوره بالعزلة الاجتماعية والاغتراب داخل المجتمع أي تحقيق قدر من التوافق والاندماج الشخصي والاجتماعي الفعـال كما يجعله يسعد مع الأفراد العاديين بكافة الخدمات التربوية، والتثقيفية، والترويحية، والرياضية، وغيرها .

وعليه تؤكد اكثر الدراسات على ضرورة إكتساب ذوي الاحتياجات الخاصـة بعض المهارات التي تساعدهم على تحقيق الدمج وتنمية الشعور لديهم بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع وغرس الولاء والانتماء لديهم وتنمية العلاقات الاجتماعيةوالتواصل الاجتماعي بينهم وبين الأسوياء.

وبغض النظر عن أساليب الدمج سواء كانت في داخل صفوف دراسية أم برامج خاصة أُعدت لتحقيق هذا الغرض فله آثاره وفوائده الكثيرة والحيوية على ذوي الاحتياجات الخاصة ومنها :

1-يتيح الـدمج النفـسي والاجتماعي والمجتمعي لذوي الاحتياجات الخاصة المشاركة القصوى في الحياة الاجتماعية والثقافية .

2-يساهم الدمج على العلاج والوقاية فهم بحاجة إلى شتى أنواع الرعاية بغية الحصول علـى الاحتـرام والتقدير المجتمعي ليتسنى لهم عيش الحياة الكريمة التي نسعى لتوفيرها لهم .

3-يُعدُّ الدمج نقلة تحول جذرية في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة  نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة في المجتمع بعد تهميش حقوقهم مما يتيح الفرصة لهم للحيـاة بعد تخرجهم من المدارس أو المؤسسات بحيث يضمن لهم حق العمل والاعتمـاد على أنفسهم قدر الإمكان .

4-يمنح الدمج الفرصة للأشخاص الأسوياء  للتعرف على ذوي الاحتياجات الخاصة عن قرب وتقدير مشاكلهم ومساعدتهم على مواجهة متطلبات الحياة.

5-يعطي الدمج مناخاً أكثر تناسباً لذوي الاحتياجات الخاصة لينمو نمواً أكاديمياً واجتماعياً ونفسياً سليماً إلى جانب تحقيق الذات عندهم وزيادة دافعيتهم نحو التعليم وتكوين علاقات اجتماعية سليمة مع الغير وتعديل اتجاهات الأسرة وأفراد المجتمع .

6-يزيل الدمج الأفكار الخاطئة  للأسوياء حول خصائص أقرانهم وإمكاناتهم وقدراتهم من ذوى الاحتياجات الخاصة.

7-من آثار الدمج البعيدة المدى على ذوى الاحتياجات الخاصة تجنبهم المعوقات المادية أو المعنوية التي تحد من مشاركتهم في نواحي الحياة المختلفة .

8-يساهم الدمج بشكل أساسي في علاج المشكلات النفسية والاجتماعية والسلوكية لدى ذوي الاحتياجات الخاصة .

9-يتمُّ من خلال الدمج اكتشاف المواهب المختلفة  لذوي الاحتياجات الخاصة من قبل المعلمين أو المسؤولين من طريق تفاعلهم بالأنشطة المتنوعة .

10-يقلل الدمج  من حدة شعور ذوي الاحتياجات الخاصة أو أسرهم بالوصمة من  قبل المجتمع الخارجي المحيط بهم .

11-يهدف الدمج على توفير الخدمة لذوي الاحتياجات الخاصة في بيئاتهم الطبيعية وليس في بيئات محمية ومعزولة ، بعد إجراء بعض التعديلات المكانية أو الدراسية في تلك البيئة لتفي بالاحتياجات الأكاديمية والاجتماعية والنفسية الخاصة بهم .

             وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

                          الأستاذة الدكتورة رفاه عبد الحسين مهدي الفتلاوي 

                 مسؤولة وحدة ذوي الاحتياجات الخاصة في جامعة كربلاء